المدن الصحية … توجه نحو جودة الحياه

المدن الصحية … توجه نحو جودة الحياه

بقلم ا.م.د هبه محروس علي
استاذ مساعد بالهندسة المعمارية بالاكاديميه الحديثه- تخصص تصميم وتخطيط بيئي
عضو الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
عضو لجنه البيئه بنقابه المهندسين المصريه

ان من أكثر التحديات العالمية المسببة للمشاكل الصحية هي لتلوث بانواعه، تغير المناخ ، فالمخاطر البيئية تبعا لتقييم الصحة العالمية بسبب وجود مزيد من الضغوط على المدن وذلك في صورة زيادة متوسط درجة حرارة الأسطح، الفيضانات، الأمن الغذائي.
فتبعا لتقارير منظمة الصحه العالمية هناك اعداد ونسب عالية تتعلق بصحة الافراد ،حيث ان من 3-4 ملايين حالة وفاة تحدث بسبب تلوث الهواء المحيط و2.1 مليون حالة وفاة بسبب النشاط البدني غير الكافي ، 1.5 مليون حالة وفاة بسبب حوادث السيارات و79.6 مليون حاله وفاة لفقد الحياة الصحية وهذا يعني ان 20% من الوفيات المبكرة مرتبطة بالحضر /النقل/نقص المسطحات الخضراء .
من هذا فيجب التوجه نحو تحقيق مدن تنجح في حماية صحة الأفراد ولا تعرضهم لمخاطر يومية حيث ينبغي أن تتوفر بالمدن الخدمات التي تدعم سلامة سكانها وإنتاجيتهم باختلاف فئاتهم العمرية من أطفال حتى كبار السن.

فتلوث الهواء: من 3000 مدينة حول العالم اتضح أن 80٪ منهم لم يستوفوا جودة الهواء التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، وكانت الدلائل الإرشادية تتراوح بين 60٪ من المدن الأوروبية، 40٪ من المدن الآسيوية ذات الدخل المرتفع في تلبية جودة الهواء الملائمة.

الوقود الأحفوري: المدن من المسببات للمشكلات البيئية، حيث تنص وكالة الطاقة الدولية IEA على أن النقل لديه أعلى اعتماد على الوقود الأحفوري من أي قطاع ويتم احتسابه37٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من قطاعات الاستخدام النهائي .،لبنية التحتية: تغير المناخ قد يلحق الضرر بالبنية التحتية للطرق

 ولان تغير المناخ العالمي من أحد مسببات التحضر السريع بما لا يناسب النمو السكاني والمستوطنات الحضرية، مما أدي الي التأثير على الصحة العالمية والعدالة الصحية. من المتوقع أن يتسبب تغير المناخ في حدوث ما يقرب من 250،000 حالة وفاة إضافية. لهذا فمنظمة الصحة العالمية تدعم الدول لبناء أنظمة صحية قادرة على التكيف مع المناخ.

 وتم إطلاق مبادرة خاصة لمنظمة الصحة العالمية في نوفمبر 2017 بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ) في المؤتمر الثالث والعشرين للأطراف وأقرته الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في عام 2019. فمن نتائج ألcop27، أهمية تناول تأثير المدن على التغير المناخي.

 وما نسكنه الان هو ما يسمي بالمدينه التقليدية لانها مدينه بها عدم القدرة على التحرك، انتشار الأمراض، التواجد المفرط للنقل، الحجم الكبير للنقل الافتقار للأماكن العامة وعدم تحقيق المشاركة المجتمعية.وتبعا لمنظمة الصحة العالمية (WHO) تنص بأن 50% من سكان العالم تعيش بمسطحات عمرانية ومتوقع أن يعيش 70% من سكان العالم بالمدن 2050.
 فالهدف من تحقيق المدن الصحية هو خلق بيئة داعمه للصحة، تحقيق نوعية حياة جيدة، توفير الصرف الصحي الأساسي، احتياجات النظافة وتوفير الوصول للرعاية الصحية. والمنطقة الحضرية التي تهتم بتحسين البيئة الطبيعية والاجتماعية في إطار صحي متميز فهي تسمو لتحقيق جودة الحياة. مع التركيز على تعزيز أنماط الحياة الصحية healthy life style بتحسين المتطلبات الحياتية للأفراد داخل المنظومة المعمارية والعمرانية.

ويمكن تحقيق المدينة الصحية من خلال :
 التواصل مع الطبيعة: بمنع تلوث الهواء بتقليل انبعاثات المركبات الخاصة بالنقل والاهتمام بوجود مصادر مياه مثل البحيرات والأنهار كعناصر طبيعية إلى جانب أنها توفر مصدر لمياه الشرب وبهذا تحقق جودة المياه والهواء لتحقيق جودة حياه الأفراد.
 توفير السكن الصحي: بالاعتماد على تحقيق جوده وتكلفة مناسبة تبعا لمتطلباتWHO بعمل مساكن وأحياء صحية للوقاية من الأمراض تتميز بتحقيق إضاءة وتهوية طبيعية والبعد عن الضوضاء.
 استخدام الطاقة ، حيث يساهم الاستخدام غير الفعال للطاقة في المنازل في المناطق الحضرية بشكل كبير في معدل تلوث الهواء وتوليد غازات الاحتباس الحراري . التغير لمصادر الطاقة المتجددة سيقلل من هذه الانبعاثات وتأثيرها غير المباشر على الصحة من حيث الظواهر المناخية المتطرفة والاحتباس الحراري.
 الصرف الصحي للمياه وإدارة النفايات: عدم توفير المياه النظيفة والآمنة ومرافق الصرف الصحي من مسببات الوفاة وخاصة للأطفال، وأصبحت إدارة النفايات الصلبة أيضًا ذات أهمية متزايدة وذلك لإنها مصدر لتلوث الموارد المائية من خلال جمع وحرق النفايات وإعادة تدويرها.
 تخطيط استخدام الأراضي وتصميم وتوفير الأخضر: تساعد المساحات الخضراء على ممارسة الرياضة أو القدرة على المشي.

يمكن أن تقلل غرس الأشجار من تكاليف الطاقة من خلال توفير الظل وبالتالي درجة الحرارة. فيمكن استخدام مياه الصرف الصحي المعاد تدويرها في إنتاج الغذاء للاستهلاك المحلي ويمكن استخدام مياه الصرف الصحي للمحاصيل غير الغذائية.

 الإسكان: طرق البناء لهيكل البناء والفرش داخل المباني يمكن أن تسبب أخطار صحية كبيرة. بسبب التعرض للمواد السامة مثل الرصاص في الطلاء، والأسبستوس وما إلى ذلك، قد تؤدي لحدوث وفاة أشخاص أكثر من حوادث المرور على الطرق