العلاقات الزوجية : تحديات وحلول نفسية عميقة
بقلم دكتور محمد المنشي استشاري اسري وعضو مجلس إدارة مجلس الأسرة العربية للتنمية ـ المملكة العربية السعودية
1. الزواج: رحلة نحو الوعي
الزواج مش مجرد اتحاد اجتماعي القانوني، لكنه “علاقة نفسية” حقيقية بين شخصين واعيين بأنفسهم وبشريكهم. العلاقة الناجحة بتكون مبنية على وعي مشترك، مش مجرد قوالب وعادات قديمة. وينج بيحذر إن لو الاتنين مش واعين، العلاقة هتبقى سطحية بلا عمق.
2. شركاء من سيناريو الطفولة: رباط الأبوة والأمومة المستمر
غالبًا، بنختار شركاء بيكملوا بعض الفراغات داخلنا، ومش دايمًا وعينا بيهو. يونغ بيشوف إننا بنتأثر بجذورنا الأسرية وندور على شريك يعوض عن مشاعرنا الطفولية اللي ما تحققتش.
3. الصراعات هي جزء من التطور النفسي
فين تقع معظم مشاكل الزواج؟
الانسجام اللاواعي: مرحلة ما قبل الوعي، فيها الشريكين بيعيشوا في أحلام الشريك المثالي.
إلى العلاقة الواعية: هنا تبدأ المواجهة والتحديات، وهي اللي بتدفع الإنسان للنمو النفسي والروحاني الحقيقي.
4. الأنماط “المحتويّ” و”الحاوي”: وهمية الوضوح
يونغ وصف الأزواج غالبًا كأحدهم “الحاوي” (أعقد) والآخر “المحتوي” (أبسط)، والاتزان بينهم بيتأثر بشدة. لو الشخص المعقد بيتحس إنه محبوس أو غير مفهوم، هينشأ صراع داخلي وجو نفسي مضطرب.
5. الظل: عندما نرجع للذات المعتمة
كل واحد فينا عنده جزء مظلم، جوانب نفسية منسية أو مرفوضة (الظل). في العلاقة الزوجية، التحدي الحقيقي إننا نواجه ظلنا ونقبل ظل الشريك، بدل ما نبرزه بلسان النقد أو الهروب. القبول هنا هو بداية لتواصل أعمق.
6. التحول الذاتي: الزواج كمدرسة للنضج
الزواج مش مجرد علاقة، لكنه مرآة بترينا جوانبنا الغامضة. لو ما استعناش بالصراع والتحدي للتحول الشخصي، هنفضل نمشي سايبين التطور. يونغ بيأكّد: الحب والزواج بيخلّوا الإنسان يكتشف نفسه بطريقة أوسع.
مواجهة تحديات الزواج
تعيشوا الوعي وليس القوالب: اسألوا نفسكم: هل أنا بعيش لأني واعي بنفسي وشريكي، أو بئتِّبع “اللي الناس عايزة”؟
أكشفوا الروابط العائلية المقيدة: هل أنا بتصرّف أو بتصرّف من غير وعي لأن في شيء صغير جوايا عايز يكمله؟
احتضنوا الاختلاف والصراع كفرصة للتطور: الخلاف مش عيب، لكن رسالة للنضوج.
اعرفوا نفسكم قبل ما تتمسكوا بشريكك: الحب الحقيقي بيبدأ من السلام الداخلي.
احترموا “الظل” فيكم وفيه: مش المثالية هي الأساس، بل القبول الكامل هو أساس العلاقة الطيبة.
الزواج هو المدرسة التي نواجه فيها أنفسنا أولًا، ثم نتعلّم أن نكمل طريقنا مع الآخر بحرية أعمق ووعي أصفى. العلاقة التي تستمر وتتطور هي التي بنيت على هذا الأساس.
مفيش زواج من غير جروح صغيرة (أحيانًا كبيرة).
اللي بيخلي العلاقة تستمر هو القدرة على “المغفرة الواعية”، مش النسيان التام، لكن إن الجرح ما يبقاش عائق للنمو