الإثنين, أغسطس 18, 2025
رئيس مجلس الإدارة : د. أشرف عبد العزيز
المشرف العام : أ. عبير سلامة
المدير التنفيذي: شروق أشرف
spot_img
Homeالأسرة والطفلالتعليم الأسري وأثره على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030

التعليم الأسري وأثره على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030

التعليم الأسري وأثره على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030

كتبت دكتور سميرة بنتن نائب رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية واستشاري تنمية المستدامة

مقدمة
الأسرة هي اللبنة الأولى في بناء المجتمعات، وهي المؤسسة التربوية الأولى التي يتلقى فيها الفرد قيمه ومبادئه وسلوكياته. وإذا كان التعليم النظامي في المدارس والجامعات يُعد أساسًا لتأهيل الأجيال، فإن التعليم الأسري يسبق كل ذلك، فهو الذي يغرس القيم الأخلاقية والمهارات الحياتية ويُشكّل شخصية الفرد منذ طفولته المبكرة.
وفي ظل رؤية التنمية المستدامة 2030، يبرز التعليم الأسري كركيزة محورية لتحقيق الأهداف المتعلقة بالصحة، والمساواة، والعدالة، والابتكار، والسلام.

اولاً: ماهية التعليم الأسري
التعليم الأسري هو عملية تربوية مستمرة يمارسها الوالدان وأفراد الأسرة داخل البيت، من خلال النصح، والتوجيه، وغرس القيم، وتنمية المهارات، وتعزيز الحوار. وهو تعليم غير رسمي، لكنه عميق الأثر في شخصية الأبناء أكثر من أي مؤسسة تعليمية أخرى.

ثانيًا: دور التعليم الأسري في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030

1. القضاء على الفقر (الهدف الأول)
من خلال غرس قيم الادخار، والعمل، والاجتهاد، وتقدير قيمة المال، يستطيع التعليم الأسري أن يُنشئ جيلاً واعيًا قادرًا على إدارة موارده المالية بذكاء، مما يقلل من دوائر الفقر.

2. الصحة الجيدة والرفاه
التربية الأسرية التي تشجع على الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة، والنظافة الشخصية تساهم في تعزيز الصحة الجسدية والنفسية للأبناء، وبالتالي بناء مجتمع أكثر إنتاجية وصحة.

3. التعليم الجيد
التعليم الأسري يُكمل دور المدرسة، من خلال متابعة الأبناء وتشجيعهم على حب العلم، وتنمية مهارات التفكير الناقد، وهو ما يعزز جودة التعليم ويساعد في تحقيق العدالة التعليمية.

4. المساواة بين الجنسين
عندما تغرس الأسرة قيم العدالة والإنصاف، وتربي أبناءها وبناتها على أساس المساواة في الحقوق والواجبات، فإنها تساهم مباشرة في تحقيق هدف جوهري من أهداف التنمية المستدامة.

5. العمل اللائق والنمو الاقتصادي
الأسرة التي تعلم أبناءها قيمة العمل، والإبداع، والالتزام، تنشئ جيلاً يسهم في تعزيز الإنتاجية والابتكار، وهو ما يدعم النمو الاقتصادي للدول.

6. السلام والعدل والمؤسسات القوية (الهدف السادس عشر)

الأسرة التي تربي أبناءها على الحوار، التسامح، احترام القوانين، ونبذ العنف، تساهم في صناعة مواطنين مسؤولين يدعمون بناء مجتمعات سلمية وعادلة.

ثالثًا: التحديات التي تواجه التعليم الأسري
• ضغوط الحياة وانشغال الوالدين عن التربية المباشرة.
• الاعتماد المفرط على التكنولوجيا ووسائل التواصل كمصدر أساسي للتربية.
• ضعف وعي بعض الأسر بأهمية دورها التربوي في تحقيق التنمية.

رابعًا: سبل تعزيز التعليم الأسري لتحقيق التنمية المستدامة
• إعداد برامج توعوية للوالدين حول أهمية التربية المنزلية.
• إدماج الأسرة في السياسات التعليمية والتربوية الوطنية.
• تشجيع الحوار الأسري كأساس للتفاهم ونقل القيم.
• بناء شراكات بين الأسرة والمدرسة والمجتمع المدني لتحقيق التكامل التربوي.

خاتمة

إن تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 لا يقتصر على الحكومات والمؤسسات الرسمية فقط، بل يبدأ من الأسرة باعتبارها الخلية الأولى في المجتمع. فالتعليم الأسري هو الذي يبني الإنسان القادر على حماية صحته، احترام غيره، المساهمة في الاقتصاد، والإيمان بالسلام. وبذلك تصبح الأسرة بحق شريكًا استراتيجيًا في مسيرة التنمية المستدامة، وأساسًا لتحقيق مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال القادمة

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular

Recent Comments