نحو برنامج تلفزيوني تعليمي مستدام، وفقًا لرؤية مصر 2030
كتب دكتور أيمن حسونه
خبير التعليم والجودة ومقدم البرامج التعليمية بالتليفزيون المصري
عضو الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
الأمين العام المساعد للتعليم والبحث العلمي بحزب شعب مصر
نحن اليوم أمام مرحلة تاريخية في مسيرة التعليم المصري، مرحلة تمزج بين إرثنا الوطني العريق وانفتاحنا على الإبداع والابتكار، تحت مظلة رؤية مصر 2030.
وفي قلب هذا التحول، يبرز الإعلام التعليمي التلفزيوني كجسر يصل المعرفة لكل بيت، ويحقق المساواة في فرص التعلم، ويفتح آفاق المستقبل لكل طفل وشاب، أينما كانوا، دون تمييز في الإمكانات أو الموقع الجغرافي.
لقد أكدت لي تجربتي في تقديم البرامج التعليمية، وخاصة في مادة الرياضيات عبر قناة مصر للتعليم الفني، أن التعليم ليس مجرد مناهج وكتب، بل هو رسالة إنسانية تمس القلوب قبل العقول، وتبني الشخصية قبل نقل المعلومة.
الرؤية الاستراتيجية للتعليم في مصر
تقوم رؤية مصر 2030 على أربعة محاور رئيسية:
1. إتاحة تعليم وتدريب عالي الجودة ضمن نظام عادل ومرن.
2. بناء شخصية متكاملة قادرة على الإبداع وتحمل المسؤولية.
3. إعداد كوادر بشرية تتمتع بالمهارات النقدية والفنية والتكنولوجية.
4. تعزيز القدرة التنافسية للطلاب إقليميًا ودوليًا.
مواصفات البرنامج التعليمي التلفزيوني المستدام
يسعى البرنامج إلى تحقيق الأهداف التالية:
1. تطوير مهارات الطلاب وتعزيز جودة التعليم.
2. نشر الوعي البيئي والاجتماعي ودعم الاستدامة.
3. دمج التكنولوجيا في التعليم لزيادة الانتشار وتحسين النتائج.
متطلبات النجاح والاستمرارية:
1. محتوى يركز على مهارات التفكير العليا ويرتبط بالمناهج الدراسية والقيم الوطنية.
2. تصميم بصري وإخراجي جذاب يعتمد على التفاعل والمشاركة، ويقدم محتوى متجددًا مرتبطًا بمهارات الحياة.
3. دمج القيم الإنسانية والهوية الوطنية في المادة العلمية.
4. التفاعل المباشر مع الطلاب والأسر من خلال المسابقات والحلقات الحوارية.
5. التكامل التقني والتكنولوجي من خلال البث التفاعلي والمنصات الرقمية.
. آليات التنفيذ المقترحة
1. إنتاج مواد تعليمية تفاعلية، تسلط الضوء على قصص نجاح محلية وموضوعات تتعلق بالبيئة والطاقة المتجددة.
2. التعاون مع وزارات التعليم والبيئة، والجامعات، والقطاع الخاص، ومنظمات المجتمع المدني.
3. استخدام القنوات التعليمية والمنصات الرقمية والتطبيقات التعليمية المتخصصة.
4. تطبيق نظام متابعة وتقييم دوري لقياس الأثر التعليمي وتحديث المحتوى وفق النتائج.
تنويع القنوات والمحتوى
• دعم قنوات مثل “مدرستنا1 و2 و3 ” و”مصر للتعليم الفني” لتغطية جميع المراحل التعليمية.
• تخصيص برامج لفئات ذوي الاحتياجات الخاصة والتعليم الفني.
• تقديم مراجعات ودروس تفاعلية مستمرة، مع فقرات لتعزيز الهوية الوطنية والانتماء.
الخاتمة والتوصيات
يمثل دمج الإعلام التعليمي في منظومة التعليم المصرية فرصة استراتيجية لتحقيق أهداف رؤية مصر 2030.
وأوصي بضرورة:
1. تبني نموذج متكامل للبرامج التعليمية المستدامة.
2. توسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
3. الاستثمار في البنية التكنولوجية للبث التعليمي.
4. تعزيز المشاركة المجتمعية في إنتاج وتطوير المحتوى التعليمي.
كلمة أخيرة:
إن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل أمتنا. وعندما ندمج قوة الإعلام مع رسالة التعليم النبيلة، نخلق تأثيرًا يمتد خارج جدران الفصول ليصل إلى العقول والقلوب.
فالبرامج التعليمية ليست مجرد معلومات تُبث، بل هي أدوات لصناعة التغيير، وتمكين الشباب والمرأة، وغرس القيم، وتحفيز الإبداع. ومع استمرار دعم هذه البرامج، سنبني جيلًا يفخر بوطنه ويسهم في نهضته، ونحقق معًا رؤية مصر 2030.
مع أطيب امنياتي بالتوفيق