كتبت دكتورة نجوي ابراهيم رئيس لجنة التنمية المستدامة في مجلس الأسرة العربية للتنمية
تُعدّ الأسرة النواة الأساسية في بناء المجتمعات، وهي البيئة الأولى التي ينشأ فيها الإنسان ويتعلم منها القيم، السلوكيات، والمهارات فى حياته .
ومع التحديات التي يواجهها العالم اليوم مثل التغير المناخي، الفقر، عدم المساواة، وتدهور البيئة، أصبح من الضروري تعزيز دور الأسرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي وضعتها الأمم المتحدة ضمن خطة 2030.
اسمحوا لى ان نتحدث عن أهداف التنمية المستدامة؟
أهداف التنمية المستدامة هي 17 هدفًا عالميًا تم الاتفاق عليها في عام 2015 من قِبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. وتهدف إلى إنهاء الفقر، حماية كوكب الأرض، وضمان السلام والرفاهية للجميع بحلول عام 2030. وتشمل هذه الأهداف: التعليم الجيد، الصحة الجيدة، المساواة بين الجنسين، العمل اللائق، ، وغيرها.
والان حاء دور الأسرة في تحقيق هذه الأهداف
تلعب الأسرة دورًا مهمًا في غرس المبادئ التي تسهم في تحقيق هذه الأهداف من خلال:
1. التربية على القيم والأخلاق
من خلال تعليم الأبناء احترام الآخرين، المسؤولية، والتعاون، تساهم الأسرة في بناء جيل يحترم حقوق الإنسان ويسعى إلى العدالة والمساواة.
2. دعم التعليم الجيد
عندما تحرص الأسرة على تعليم أطفالها وتشجعهم على الدراسة والاطلاع، فإنها بذلك تسهم في تحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة وهو “التعليم الجيد”.
3. الاهتمام بالصحة والتغذية
من خلال تقديم الغذاء الصحي، المتابعة الطبية، وتعليم الأبناء عادات النظافة، تسهم الأسرة في تحقيق الهدف الثالث: “الصحة الجيدة ”.
4. المساهمة في حماية البيئة
بتعليم الأطفال ترشيد استهلاك المياه والكهرباء، التقليل من النفايات، وإعادة التدوير، يمكن للأسرة أن تساهم بشكل فعّال في تحقيق أهداف مثل العمل المناخي والحفاظ على البيئة.
5. تمكين المرأة والمساواة بين الجنسين
عندما تربي الأسرة أبناءها على المساواة بين الذكور والإناث وتكافؤ الفرص، فإنها تدعم الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة.
6. التعاون مع المجتمع المحلي
الأسرة المتعاونة مع مؤسسات المجتمع المدني والمدارس والجيران تساهم في بناء مجتمعات قوية ومتضامنة، وهو ما يدعم السلام والتنمية المجتمعية.
وفى الختام
إن تحقيق أهداف التنمية المستدامة لا يقتصر على الحكومات أو المنظمات الدولية فقط، بل يبدأ من داخل كل بيت. فكل أسرة لها دور محوري في تنمية الوعي، وتشكيل السلوكيات التي تبني مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة. ومن خلال العمل الجماعي والوعي المستمر، يمكن للأسرة أن تكون شريكًا أساسيًا في بناء عالم أكثر عدالة
وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلاد والعباد