إدارة المخاطر في المؤسسات: حصنك المنيع لضمان البقاء والنمو
إعداد: د. خالد سعيد النقبي
رئيس الاتحاد العربي للتدريب والتعليم الموازي
مركز إشراقات للتدريب الإداري – دبي
13/08/2025 – أبوظبي
مقدمة: المخاطر لا تستأذن قبل أن تطرق الباب
تخيل أنك تدير مؤسسة ناجحة، فجأة تتوقف سلسلة الإمداد بسبب أزمة عالمية، أو تتعطل أنظمتك التقنية بهجوم سيبراني، أو تتأثر عملياتك بظروف مناخية غير متوقعة.
في هذه اللحظات، المؤسسات التي لديها إدارة مخاطر قوية لا تتساءل: “ماذا سنفعل الآن؟” بل تبدأ فورًا بتنفيذ خططها وكأنها تدربت على هذا الموقف من قبل.
في دولة الإمارات، هذا التفكير الاستباقي أصبح ثقافة وطنية، تقودها الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث (NCEMA)، التي وضعت أسسًا تجعل إدارة المخاطر جزءًا من DNA المؤسسات، لا مجرد إجراء مكتوب على الورق.
لماذا إدارة المخاطر ضرورة وليست خيارًا؟
الفائدة كيف تنعكس على المؤسسة
حماية الأصول والموارد تقليل الخسائر المالية والفنية عند وقوع الأزمات.
استمرارية الأعمال استمرار تقديم الخدمات حتى في الظروف الصعبة.
تعزيز الثقة العملاء والمستثمرون يفضلون المؤسسات المستعدة.
الامتثال القانوني تجنب الغرامات والمساءلات القانونية.
الابتكار الآمن بيئة مستقرة تشجع على التجربة والتوسع.
أمثلة حقيقية من التجربة الإماراتية
1. جائحة كوفيد-19:
– الإمارات نفذت خططًا استباقية، مثل العمل عن بعد، وضمان استمرار الخدمات الأساسية.
– المؤسسات التي طبقت خطط إدارة المخاطر حافظت على موظفيها وعملائها، بينما واجهت الأخرى صعوبات كبيرة.
2. الأمطار القياسية – أبريل 2024:
– هطول أكثر من 142 ملم في يوم واحد كان اختبارًا للبنية التحتية.
– المؤسسات المستعدة استعادت عملياتها خلال يومين فقط بفضل خطط الطوارئ.
3. تمرين “ميتافيرس الأزمات” – 2023:
– تدريب وطني يحاكي حوادث المواد الخطرة باستخدام الذكاء الاصطناعي.
– رفع جاهزية المؤسسات الصناعية والخدمية لسيناريوهات نادرة ولكنها عالية التأثير.
تشكيل إدارة المخاطر – الهيكل الوظيفي المقترح
الوظيفة المهام الرئيسية
مدير إدارة المخاطر وضع الاستراتيجية العامة للمخاطر، الإشراف على الخطط، التواصل مع الإدارة العليا، تقديم تقارير المخاطر الدورية.أخصائي تقييم وتحليل المخاطر جمع البيانات وتحليلها، تحديد احتمالية وتأثير كل خطر، وضع أولويات المعالجة.
مسؤول خطط الطوارئ واستمرارية الأعمال إعداد وتحديث خطط الطوارئ، تنظيم التدريبات والمحاكاة، متابعة جاهزية الموارد.
منسق الامتثال واللوائح ضمان التوافق مع القوانين والمعايير المحلية والدولية، ومتابعة المتطلبات التنظيمية.
مسؤول الاتصال والتوعية إعداد حملات توعية داخلية، تدريب الموظفين على أدوارهم أثناء الأزمات، التنسيق الإعلامي وقت الأزمة.
مسؤول المراقبة والتطوير متابعة تنفيذ إجراءات إدارة المخاطر، تقييم فاعليتها، وتقديم مقترحات للتحسين المستمر.
الرسم البياني – الهيكل الوظيفي لإدارة المخاطر وتدفق العمل بين الأدوار
كيف يعمل هذا النظام في الواقع؟
– قبل الأزمة: تقييم المخاطر ووضع خطط بديلة.
– أثناء الأزمة: تنفيذ الخطة بدقة، توزيع الأدوار، التواصل الواضح.
– بعد الأزمة: مراجعة الأداء، التعلم من التجربة، تحديث الخطط.
الخلاصة لملاك ومؤسسي المؤسسات
المؤسسة التي تستثمر في إدارة المخاطر لا تحمي نفسها فقط من الانهيار، بل تعزز سمعتها، وتكسب ولاء عملائها، وتجذب المستثمرين بثقة.
التجربة الإماراتية تثبت أن النجاح في الأوقات العادية جيد، لكن البقاء قويًا في الأزمات هو ما يميز المؤسسات العظيمة