وسائل التواصل الاجتماعي: أداة بناء أو هدم؟ كيف تستخدمها بذكاء وتتفادى المخاطر النفسية
بقلم الدكتور أمال إبراهيم حمد ـ رئيس مجلس الأسرة العربية للتنمية بالاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة
في زمن السرعة والتقنية، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، خاصة لدى الشباب. فهي نافذة على العالم، ومنصة للتعلم والتعبير عن الذات، وفرصة للتواصل مع الآخرين. لكن، كما يقول علماء النفس، الأداة نفسها يمكن أن تكون مفيدة أو ضارة حسب طريقة استخدامها.
1. فهم التأثير النفسي للسوشيال ميديا
تشير دراسات علم النفس (مثل أبحاث د. جان توينج – جامعة سان دييغو) إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل مرتبط بزيادة معدلات القلق والاكتئاب، خاصة بين المراهقين والشباب. السبب هو المقارنة المستمرة بالآخرين، والبحث عن القبول عبر الإعجابات والتعليقات.
قاعدة ذهبية السوشيال ميديا ليست الواقع، بل هي نسخة مُنتقاة ومفلترة من حياة الناس.
2. حدد هدفك من الاستخدام
قبل فتح التطبيق، اسأل نفسك: “ماذا أريد أن أحقق من دخولي الآن؟”
إذا كان هدفك التعلم أو البحث عن فرص، فهذا استخدام إيجابي.
إذا كان لمجرد التسلية، فضع وقتًا محددًا حتى لا يتحول الأمر إلى إدمان.
3. ضع حدودًا زمنية
وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية، الشباب الذين يحدون وقتهم على السوشيال ميديا إلي 30 دقيقة يوميًاأبلغوا عن تحسن ملحوظ في المزاج والشعور بالسعادة.
استخدم مؤقت الهاتف أو أدوات مثل “Screen Time” للتحكم في المدة.
4. انتبه للمحتوى الذي تتابعه
المحتوى الذي تستهلكه يؤثر على طريقة تفكيرك وصحتك النفسية. اختر صفحات ملهمة، تعليمية، ومحتوى يضيف لقيمك ومهاراتك، وتجنب الحسابات التي تبث طاقة سلبية أو تدفعك للمقارنة المرهقة.
5. احمِ خصوصيتك
كثير من الشباب يشاركون تفاصيل شخصية وصور خاصة دون إدراك أن هذه المعلومات قد تُستغل ضدهم لاحقًا.
لا تنشر موقعك الجغرافي بشكل مباشر.
لا تشارك بياناتك الشخصية إلا للضرورة القصوى.
6. لا تجعلها بديلاً عن الحياة الواقعية
علاقاتك الحقيقية، تفاعلك مع العائلة والأصدقاء وجهًا لوجه، وتجاربك في العالم الواقعي، لا يمكن أن تعوضها الشاشات. اجعل السوشيال ميديا مكملًا لا بديلًا.
7. تعرف على الإشارات التحذيرية للإدمان
إذا لاحظت أنك تفقد السيطرة على وقتك، أو تشعر بالقلق إذا لم تتصل بالإنترنت، أو أنك تهمل واجباتك ودراستك، فهذه إشارات تحتاج إلى وقفة وإعادة تنظيم.
وسائل التواصل الاجتماعي أداة قوية، إما أن تبني بها نفسك ومستقبلك أو تهدم بها وقتك وصحتك النفسية. الأمر كله في يدك. “أنت المسؤول عن اختيار ما يدخل إلى عقلك، كما أنت مسؤول عن اختياراتنا ما يدخل إلى جسدك
