الإثنين, أغسطس 18, 2025
رئيس مجلس الإدارة : د. أشرف عبد العزيز
المشرف العام : أ. عبير سلامة
المدير التنفيذي: شروق أشرف
spot_img
Homeتعليمللتنمية المستدامة والبيئة

للتنمية المستدامة والبيئة

 للتنمية المستدامة والبيئة

بقلم الأستاذة الدكتورة أمال شوتري / الأستاذ بجامعة محمد البشير الإبراهيمي برج بوعريريج الجزائر/ وعضو الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ـ الجزائر

الجامعات العربية تحتاج ثورة في طرق ومناهج التدريس… الأندراغوجيا

تطورت الأكاديميا في الجامعة من أكاديميا الحفظ والتلقين إلى أكاديمية الإبداع والابتكار،

مما يطرح مسألة إعادة النظر في طرق التدريس والمناهج المرتبطة بالعملية التعليمية، خاصة بالنسبة للوطن العربي الذي تتسم فيه مؤشرات الأداء الجامعي بالمحدودية ولو بنسب متفاوتة مقارنة بنظرائه من الدول المتقدمة.

مما يفرض التحول من علم أصول التدريس كمفهوم مرتبط بتعليم الصغار )البيداغوجيا( إلى علم الأندراغوجيا المرتبط بتعليم الراشدين، انطلاقا من أن الأندراغوجيا تركز على خصائص المتعلمين الكبار بوصفها أسلوب التعلم المفضل للبالغين، مما يجعلها مناسبة للتعليم العالي؛ لاسيما والأستاذ الجامعي يؤدي أدوراً مركزية في مخرجات الجامعة وفي تطوير العملية التعليمية بجوانبها المختلفة.

مما يجعل الممارسات التعليمية بالجامعة بحاجة لجاهزية تواكب التغيرات، وتستحضر الأساليب والمهارات التي تتوافق مع المواقف التعليمية المختلفة، والتطورات السريعة التي يشهدها نظام التعليم الجامعي وهو ما أصبح يفرض تغييراً حتمياً في أدوات وطرق ومناهج التدريس.

إن خصائص تعليم الكبار ليست كخصائص تعليم الصغار سواء من حيث الأسلوب أو الطريقة أو حتى الإستراتيجية المعتمدة ولكل أسلوب خصائصه ومزاياه العقلية والنفسية والاجتماعية. تـدور مبادئ الأندراغوجيا حـول أفــكار ليســت فقــط أكاديميــة أو مهنيــة، بــل تبــدأ مــع حيــاة المتعلــم وتنظــر إلــى تجربتــه الخاصــة كــون الكبــار يملكــون دوافــع كبيــرة للتعلــم وتطويــر مهاراتهــم الحياتيــة، لأنهم يشعرون بأهمية المعرفـة ويتفهمـون فائدتهـا التـي تنعكـس بطريقـة مباشـرة علــى تطويــر أوضاعهــم الاجتماعيــة والاقتصاديــة والمهنيــة.

ويفرض هذا التحول ثورة في العملية التعليمية ككل في الجامعة،

فمنطق ماذا نعلم(المضمون المعرفي) وكيف نعلم(المعرفة البيداغوجية) قد تغير، والأستاذ المثالي هو الأستاذ الذي يستطيع أن يتحكم فيهما ولكن كخبير وكأندراغوجي وليس فقط كبيداغوجي.

فالأندراغوجيا أو نظرية تعلم الكبار، يفترض فيها أن البالغين لديهم متطلبات تعليمية محددة، مما يشير إلى أن أفضل بيئات التعلم هي تلك التي تكون تعاونية وتستخدم نهجًا قائمًا على حل المشكلات.

تتطلب أن يكون الأستاذ قادراً على ربط المضمون التعليمي مع مواقف العمل الخاص بالمتعلمين له حضور مميز ومعرفة قوية بالمحتوى ومركزا على الأهداف مهني واحترافي قادر على تشخيص الاحتياجات ويحفز على التعلم وموجه قوي.

لذلك يجب إصلاح التعليم الجامعي برمته بدءاً بتغيير المناهج الدراسية، تدريب الأساتذة، توفير الوسائل المناسبة، لاسيما الحديثة منها لمسايرة المستجدات، تغيير بعض الممارسات الإدارية والاستعانة بخبراء التعليم في عملية التغيير مع الاستفادة من تجارب جامعات ناجحة في هذا المجال، فلا يمكن أن يعامل الطالب الجامعي بالمنطق ذاته الذي يعامل به تلامذة الدراسات الأساسية

RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular

Recent Comments