في حوار أجرته مجلة إستدامة مع قيادات الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة – كمنظمة دولية تتخذ من جمهورية مصر العربية مقرا دائما بموجب إتفاقية مقر مع وزارة الخارجية المصرية وعضو المكتب التنفيذي لملتقي الإتحادات العربية النوعية بجامعة الدول العربية وعضو المنظمات الأعضاء بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة
وذلك بمناسبة مرور ستة عشر عاما على نشأة الإتحاد وقرب حلول دور إنعقاد مؤتمره الدولي الخامس عشر
كانت هذه رؤية الأستاذ الدكتور دعد محمد فؤاد
نائب رئيس مجلس إدارة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ـ مصر
بعد مرور ستة عشر عامًا على نشأة الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، أستطيع أن أقول بكل صدق واعتزاز إننا نعيش اليوم ثمرة جهد جماعي صادق بدأ برؤية واضحة وأهداف نبيلة، وكان الدافع وراءه الإيمان العميق بأهمية العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق التنمية المستدامة في وطننا العربي.
عندما أُسس الاتحاد في عام 2008، كان من أوائل الكيانات التي تناولت قضايا البيئة والتنمية من منظور تكاملي يشمل الأبعاد البيئية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، بل والإنسانية كذلك.
واليوم، وبعد سنوات من العمل المتواصل، نرى أن الاتحاد قد أصبح منصة إقليمية رائدة، تمتلك رصيدًا كبيرًا من الإنجازات، سواء من خلال المؤتمرات العلمية التي نظمها، أو الفعاليات التوعوية، أو الشراكات المثمرة التي عقدها مع مؤسسات وهيئات عربية ودولية، حكومية وأهلية. لقد تطور دور الاتحاد من مجرد هيئة تنسيقية إلى كيان فاعل يمتلك تأثيرًا مباشرًا في صياغة السياسات البيئية والتنموية في عدد من الدول العربية. وقد ساعدنا في ذلك تكوين شبكة واسعة من العلماء والخبراء والممارسين في مجالات متعددة، يعملون معًا بروح الفريق، ويضعون نصب أعينهم هدفًا مشتركًا هو “تحقيق التنمية المستدامة للإنسان العربي في بيئة نظيفة وآمنة ومتوازنة”.
كما أننا كنا حريصين، منذ اللحظة الأولى، على ربط العمل البيئي بالتنمية الفعلية على الأرض، فلم نكن نطرح حلولًا نظرية فقط، بل كنا نعمل على تقديم نماذج تطبيقية ومشروعات تنموية متكاملة، تُنفذ في القرى والمجتمعات المحلية، وتستهدف المرأة، والشباب، والفئات المهمشة، مع التأكيد على أهمية التمكين والتعليم والتوعية البيئية كأساس للتغيير المستدام.
أيضًا، لا يمكن أن أغفل الدور المهم الذي لعبه الاتحاد في تعزيز التعاون العربي – العربي، حيث أصبح الاتحاد حلقة وصل بين الجهات المعنية في مختلف الدول الأعضاء، مما أتاح تبادل التجارب الناجحة ومواجهة التحديات بروح التضامن والتكامل، لا التنافس. اليوم، ونحن نواكب المتغيرات العالمية السريعة، من تغيرات مناخية، وأزمات بيئية، وتحولات اقتصادية، فإن مسؤوليتنا تتعاظم، والتحديات تتضاعف. ولذلك فإننا نعمل حاليًا على تطوير استراتيجيتنا بما يتواكب مع أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة، ونحرص على دعم التحول نحو الاقتصاد الأخضر، والطاقة النظيفة، والتكنولوجيا البيئية، والزراعة المستدامة، وغيرها من المحاور التي تشكل أولويات العصر. في الختام، أود أن أؤكد أن ما وصل إليه الاتحاد اليوم هو ثمرة إخلاص وجهود متواصلة من كل من آمن برسالته وساهم في مسيرته، وأتطلع بثقة إلى مستقبل أكثر إشراقًا، يكون فيه الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة أحد أعمدة النهضة العربية الجديدة، القائمة على العلم، والشراكة، والاستدامة.