الإثنين, أغسطس 18, 2025
رئيس مجلس الإدارة : د. أشرف عبد العزيز
المشرف العام : أ. عبير سلامة
المدير التنفيذي: شروق أشرف
spot_img
Homeأخباركلمة الوزير الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة وإستصلاح الأراضي الأسبق ونائب...

كلمة الوزير الدكتور صلاح يوسف وزير الزراعة وإستصلاح الأراضي الأسبق ونائب رئيس الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والأستاذ بمركز البحوث الزراعية في الملتقي العلمي

كلمة الوزير الدكتور صلاح يوسف
وزير الزراعة وإستصلاح الأراضي الأسبق ونائب رئيس الهيئة العلمية العليا للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة والأستاذ بمركز البحوث الزراعية
في الملتقي العلمي
التحديات التي تواجه نهر النيل وحمايته من التلوث والذي أقامه الإتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة يوم ٥ يونية ٢٠٢٤.
مواكبا لإحتفالات الأمم المتحدة باليوم العالمى للبيئة في 5 يونيو من كل عام
نهر النيل هو شريان الحياة في مصر على ضفافه نشأت الحضارة المصرية القديمة التي أثرت البشرية بعظيم الإبتكارات والإختراعات العلمية في مجال الزراعة والطب والهندسة والفلك وقدمت للبشرية رغيف الخبز كما قدمت للبشرية زراعة العديد من المحاصيل علاوة على تصميم أول دولة مدنية كاملة التنظيم والإدارة والتطبيق في ظل قوانين حماية المجتمع وبناء الدولة بالإضافة إلى إنشاء الجيش المصرى.
وإذا كانت حضارة مصر القديمة إرتبطت بالمياه فأيضا نشأت حضارة بابل وحضارة الصين مرتبطة بالمياه والزراعة ثم المعمار، وإلى الآن تجد الحياة البشرية تمتد فقط حول المياه وعلى ضفافها وشواطئها.
النيل هو المصدر الرئيسى للحياه والمياه حيث تمثل مياه النيل 97% من كميات المياه المتوفرة لمصر والمصريين والكمية المتبقية من خلال الأمطار والمياه الجوفية، كما ساهم في توفير مصدر للكهرباء وأيضا زيادة المساحة المنزرعة أفقيا أو من خلال زراعة نفس التربة أكثر من مرة خلال السنة الواحدة بالمحاصيل الحولية سواء كانت محاصيل حقلية إستراتيجية أو خضراوات.
ويزيد عن 70% من المياه الواردة لنهر النيل في الإستخدام في الزراعة لرى النباتات وتربية الحيوانات وصيد الأسماك بينما حوالى 30% منها تستخدم كمياه للشرب وفى الصناعة مما يعنى أن أي مساس بمياه نهر النيل يعنى عدم توفر الغذاء وعدم توفر مياه الشرب وبالتالى القضاء على حياة المصريين وضياع الحضارة المصرية القديمة والحديثة ونتحول جميعا إلى الحياة البدائية.
كما أن لنهر النيل دور مهم في حياة المصريين من حيث المناظر الخلابة التي تضفى على المصرى الإحساس والذوق الرفيع علاوة على أنشطة السياحة وصيد الأسماك والنوادى والمنتديات على ضفافه، علاوة على استخدامه للنقل المائى.
ولحماية مياه النيل وضمان توفرها للمصريين تم عمل إتفاقيات مع دول الحوض النيل منذ أكثر من مائة وخمسين عاما علاوة على حماية القانون الدولى الذى يقنن كيفية التصرف فى مياه أحواض الأنهار وضمان عدم إساءة دول المنبع إلى دول المصب بمنع وصول المياه إليها.
دول حوض النيل :
يبدأ نهر النيل من بحيرة فيكتوريا في الجنوب، ويجري نحو الشمال في البحر الأبيض المتوسط
يمتد حوض نهر النيل عبر 11 دولة من المنبع إلى المصب وهى كالتالى:
بوروندي ورواندا وتنزانيا وكينيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وإثيوبيا وإريتريا والسودان وجنوب السودان ومصر.
يتراوح معدل سقوط الأمطار في دول حوض النيل ما بين 1000 إلى 1500 مم في العام الواحد لكل دولة، وهو ما يبين عدم حاجة هذه الدول إلى مياه نهر النيل حيث بها الكثير من البحيرات علاوة على سقوط الأمطار، وهذا باستثناء دول الشمال مصر والسودان واللتين يبلغ معدل هطول الأمطار فيهما حوالي 20 مم في السنة.
والحقيقة أنا شخصا أتوقع أن تتغير خريطة الأمطار على مستوى العالم تبعا لتغير المناخ والذى ربما مع الوقت تزداد كمية مياه الأمطار في السودان وفى مصر بإذن الله.
التحديات وملوثات مياه نهر النيل:
1. النفايات الصلبة مثل القمامة والعلب والزجاجات البلاستيك وأكياس البلاستيك والنفايات السائلة من الصرف الصناعى والصرف الزراعى والصرف الصحى علاوة على نبات ورد النيل.
a. المعادن الثقيلة
b. الملوثات العضوية
2. مشاكل تغير المناخ الذى يسبب:
a. فقد الماء من التربة الزراعية وبالتالي يزيد من الحاجة إلى الرى،
b. ارتفاع سطح البحر المتوسط لتطغى مياهه المالحة على أراضى دلتا مصر مسببة زيادة ملوحتها وعدم ملاءمتها لزراعة كثير من المحاصيل الزراعية الغذائية
c. ارتفاع منسوب الماء الأرضى مما يؤثر على صرف وجودة الأراضى الزراعية وزيادة قابلية النباتات للإصابة بالأمراض النباتية التي تهدد المحاصيل وإنتاجيتها.
3. السدود التي تقام فى دول المنبع وتضر دول المصب
a. ويحدد علماء الهيدرولوجيا أن الناس يواجهون ندرة المياه عندما تنخفض إمداداتهم إلى أقل من 1000 متر مكعب للشخص الواحد سنويا
b. بمعنى أننا في مصر في حاجة إلى أكثر من 120 مليار متر مكعب ماء وليس فقط 90 مليار كما يظن البعض، وهذا يبين مدى الضرر الواقع على مصر مع بناء السدود في دول المنبع،
c. نهر النيل هو المصدر الرئيسى للمياه في مصر وما يوفره حوالى 55 مليار متر مكعب سنويا تبعا للإتفاقيات الدولية مع دول حوض النيل، وكان الوارد من المياه ل بناء سد النهضة لا يقل عن 67 مليار متر مكعب مياه ويعيش على ضفاف أكثر من 90% من المصريين، وعلى الجانب الآخر فإن إنشاء السدود على النهر يؤدى إلى ترسيب الطمى المرافق لتيار المياه خلف السدود ومن المعلوم أن هذا الطمى ملئ بالخيرات من العناصر المعدنية المهمة للزراعة وأحيانا للتصنيع كعناصر نادرة.
4. الأنشطة التجارية والمنشآت والنوادى الثقافية والعائمات على ضفاف النيل هي أخرى مصدر كبير للتلوث البيئى والتلوث البصرى الذى يمنع عن المصريين رؤية المناظر الخلابة لنهر النيل والتي ترفع مستوى الحس والثقافة والجمال لدى المصرى.
5. الأقفاص السمكية، ولقد حاولنا وقت مسؤوليتنا توفير أعلاف مناسبة للأسماك غير ضارة بالبيئة أو غير ملوثة لها من خلال لجنة من العلماء والخبراء بمراكز البحث العلمى والجامعات، ولكن عامة إنتهى الأمر إلى منع وضع أقفاص سمكية في مياه نهر النيل.
تأثير ملوثات نهر النيل :
1) الحد من التنوع البيولوجى في مياه النهر.
2) يؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر إلى دفع المياه المالحة في البحر الأبيض المتوسط إلى عمق دلتا نهر النيل الخصبة
3) الأمراض والملوثات التي تصيب الأسماك.
4) الإضرار بصحة الإنسان.
الحد من تلوث ماء النهر:
1) يتم التخلص من حوالي 150 مليون طن من النفايات الصناعية فيه سنويا، وفقًا لتقديرات جهاز شؤون البيئة الذي تديره الدولة.
2) وجود القوانين التي تجرم إلقاء المخلفات الصناعية في مياه النهر، بل وصممت وزارة البيئة طرق للتخلص من المخلفات الصناعية داخل المصانع سواء كانت مخلفات صلبة أو مخلفات سائلة أو حتى مخلفات غازية مثل أكاسيد النيتروز ومسببات الأمطار الحامضية منعا لتلوث البيئة عامة.
3) توسيع مجرى نهر النيل وإزالة المخالفات على نهر اليل من خلال زيادة العى لدى الشعب ومن خلال شرطة المسطحات والقوات المسلحة.
4) منع وضع أقفاص سمكية في نهر النيل.
الإستفادة القصوى من المياه في مصر:
1) إتخاذ الإجراءات التي من شأنها تقليل فاقد المياه من مجرى نهر النيل.
2) وضع المقننات المائية المناسبة لإحتياجات المحاصيل المختلفة.
3) إستخدام الرى الحقلى المطور في الأراضى التي تروى بالغمر مع إستخدام أنظمة رى جيدة مثل الرى بالتنقيط والرى بالرش والرى المحورى.
4) معالجة مياه الصرف الزراعى قبل خلطها مع مياه نهر النيل حتى لا نسبب تلوث الأراض المستصلحة أو الأراضى المروية بالمياه المخلوطة وملوثاتها.
5) تربية أصناف نباتية متحملة للجفاف أو للملوحة وذات إحتياجات مائية أقل أو ذات موسم نمو أقصر لتقليل كميات المياه المستخدمة في الرى، مع التوزيع المناسب للمحاصيل تبعا لتحملها لدرجات ملوحة المياه لتعويض الفاقد من مياه النيل الحادث عن طريق السدود أو الأمطار.
6) تعظيم الإستفادة من المياه في السواحل بمحاصيل أعلاف أو منتجة للطاقة أو محاصيل حقلية بما يتناسب والملوحة في التربة الساحلية.
7) تعظيم الإستفادة من تحلية المياه للشرب لتوفير معظم مياه النهر للزراعة، وذلك من خلال تقنيات أعلى تكنولوجيا وأقل تكلفة ويتوفر عنها كهرباء أو مصدر للطاقة يساعد في تقليل التكلفة ويساعد في توفير الطاقة من خلال مشاريع تحلية عملاقة.
😎 الحوار الدبلوماسى والسياسى مع دول المنبع لحوض النيل للحفاظ على حصة مصر من مياه النيل وخاصة مع إثيوبيا المتمردة نوعا لأسباب سياسية وأيضا لحاجتها إلى الإستثمار نتيجة ضعف مستوى معيشة الإثيوبيين، ونحن ندعمهم في رفع المعاناة عن الشعب الإثيوبى ولكن ليس على حساب حياة المصريين ، ولابد من التوازن والإتفاق بما يضمن مصالح شعوب المنطقة.
وختاما الماء هو الذي جعل الله منه كل شئ حى ، وإذا كان واجبنا ومسؤوليتنا الحفاظ على المياه فلابد من زيادة الوعى لدى عامة الشعب ومختصيه ومسؤوليه وزيادة البحث العلمى لتعظيم الإستفادة من المياه والحد من تلوثها والتخلص من الملوثات القائمة بالفعل ، وتطبيق القوانين التي تدعم الحفاظ على مياه النهر وحسن إستخدامها.
خالص التمنيات لمصرنا ولدولنا العربية بمستقبل أفضل وحياة مطمئنة مشرقة، ولا ننسى الدعاء لإخواننا الفلسطينيين فى معافاتهم من المحنة التي يمرون بها وندعمهم لقيام دولتهم المستقلة وندعمهم لتوفير الغذاء والماء الذى هم محرومون منه، كما ندعو دول العالم لتحمل مسؤولياتها لردع العدوان من الكيان المغتصب على أرض فلسطين وشعبها وتحرير آخر بقعة مازالت محتلة في الكرة الأرضية حتى الآن.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
RELATED ARTICLES

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here

- Advertisment -
Google search engine

Most Popular

Recent Comments